التوحّش الإسرائيلي لا يمنع الفرح | فلسطين تستقبل أسراها: كلّنا مقاومة

عاجل

الفئة

shadow


طوفان بشري كان يَنتظر تلك اللحظة التي يصل فيها الأطفال الأسرى والنساء الأسيرات إلى بلدة بيتونيا قرب رام الله، لعناقهم وللبكاء كثيراً، في لحظة الحرّية الأولى التي انتزعتها المقاومة انتزاعاً من فم الغول. والغول الإسرائيلي، الذي حاول، حتى اللحظة الأخيرة، التنغيص على الأسرى وعائلاتهم، بتأخير الإفراج عنهم حتى تعمّ العتمة، وقبلها الاعتداء عليهم أثناء نقلهم بالحافلات - حتى إن أحد الأطفال أصيب بكسر في يده اضطرّت الطواقم الطبية على إثره لنقله إلى المستشفى، فيما نُقلت الأسيرة فاطمة شاهين إلى مجمّع فلسطين الطبي لإجراء بعض الفحوصات بعد وعكة صحية -، لم ينجح في ذلك؛ إذ كانت الحشود الجماهيرية في استقبالهم. وكانت قوات الاحتلال قمعت عائلات الأسرى والمواطنين الذين احتشدوا أمام سجن «عوفر» غرب رام الله، بإطلاق قنابل الغاز والرصاص الحيّ والمطاطي صوبهم، ما أدّى إلى إصابة طفلَين وشاب ومصوّر صحافي، نُقلوا على إثرها إلى المستشفى.وبقدر ما كانت فرحة الحرية واضحة، فهي أيضاً بدت منقوصة وممزوجة بالوجع؛ إذ إن الرسالة التي سعى جميع الأسرى إلى إيصالها، هي شكر المقاومة، التي أوفت بوعدها وعهدها، ولم تتخلّ عنهم، بل إنها فرضت حريتهم على العدو فرضاً، والتأكيد في الوقت نفسه أنه لا فرحة مكتملة في القلب طالما ظلّ أسير واحد في السجون. واستغلّت الأسيرات الحضور الإعلامي الكبير، لتسليط الضوء على معاناتهن في سجون الاحتلال، وتحديداً منذ بدء العدوان على غزة، وحكينَ عن أوضاع الأسيرات المتبقّيات في السجون، وحلمهنّ الدائم بنَيْل الحرّية. وكانت سلطات الاحتلال قد أفرجت مرغمةً، أمس، عن 39 أسيراً فلسطينياً، بينهم 24 امرأة و15 طفلاً، ضمن الدفعة الأولى من صفقة التبادل مع المقاومة، التي أفرجت بدورها عن 24 أسيراً لديها، 13 منهم إسرائيليون، والبقية من العمال التايلنديين. ووصلت حافلة ومركبات تابعة للصليب الأحمر تحمل أغلب المعتقلين المُفرج عنهم من سجن «عوفر» إلى بلدية بيتونيا غرب رام الله، في حين جرى الإفراج عن الأسيرات المقدسيّات، وعددهن 6، من معتقل «المسكوبية» في القدس المحتلّة، حيث كانت عائلاتهنّ في استقبالهنّ.

الناشر

Mirian Mina
Mirian Mina

shadow

أخبار ذات صلة